أحبكم في الله ولكن!!
عجباً لأناس يأتون إلى دور التحفيظ لقضاء وقت الفراغ دونما طلباً للأجر .. يؤسفني حقيقة حال الكثير من أمتنا التي صارت تسعى لمصالحها الدنيوية دون أن تأبه بالحساب الحقيقي يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم .. قال تعالى :(وماخلقتُ الجن والانس إلا ليعبدون) هي الغاية الحقيقة من الخلق عبادة الرحمن فوالله مالسعادة الحقيقية إلا في الجنة ، طوبى لمن جد واجتهد في بناء أخرته غداً يكرم المرء أو يهان ، قد يتعجب البعض من قولي ويقول كيف اتينا لقضاء وقت الفراغ؟! نقول لو كان خشيتكم لله في السر والعلن لما انصتم لمازامير الشيطان فلا يجتمع غناء وقرأن في قلب إمرئ كما يقول ابن مسعود رضي الله عنه : (لايجتمع حب القرأن وحب الغناء في قلب عبد مؤمن).
فمن يجتمعان في قلبه ستكون الغلبة للغناء لأن القرأن لايمسه إلا المطهرون (ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه)
حقاً يؤسفني ممن يجعل الله أهون الناظرين إليه ويكتض جهازه بالصور المحرمة والموسيقى الماجنة والله تعالى يقول: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) فبدلاً من كونها شاهدة لكم بالخير تجعلونها شاهدة لكم بالسوء لو كانت رهبتكم من الرحمن وغايتكم من حفظ القرأن الجنة لما أسرفتم على أنفسكم بالمعاصي ولخشيتم الله بالسر والعلن .. اليوم تقول نفسي نفسي وتمتنع من نصيحة محبيها حتى فلذة كبدها خشية التفرقة بل وخشية العداوة وقد وقعت اللعنة على بني اسرائيل وذلك لأنهم كما قال تعالى:(كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) فالواجب علينا نحن كمسلمين انكار المنكر ولنا في قصص الأولين عبرة، وإني والله لن أخشى في الله لومة لائم ولمحبتكم وخشية وقوع عذاب الله عليكم أسعى جاهدة لتصويب أفعالكم وادعوا نفسي قبل دعوتكم للحق باللحاق بركب الصالحين واغتنام أعمارنا فيما يرضي خالقنا .. كونوا نوراً يمشي به الناس في الظلمات انقذوا رعيتك من حر جهنم وسقرها فوالله وتالله مالحب إلا في الله، وأني أحبكم في الله وأخشى عقاب الله فقد روي عن زينب رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث) ..نسأل الله السلامة من كل سوء
في كل منا بذرة خير وتحتاج فقط الى سقيا (فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين) لن يشمئز ويسخط من التوجيه للخير إلا أصحاب القلوب المريضة أصحاب القلوب الضعيفة لأنها دواء وبعض الأدوية شاقة على من يحتاجها ولكنها في النهاية سترسم السعادة الأبدية لهم فهي خير بلسم كما ورد،في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..) وذكر منهم( ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ....... ) فأني أحبكم في الله وأسأل تعالى أن يثبتنا وأياكم ولايزغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يجمعنا بمن أحببناهم فيه على سرر متقابلين في جنة ونعيما بغير حساب ولاسابق عذاب.
بقلم : عيده الاسمري
(المها العربي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يهمني رأيك ..