يتبادر لذهني أسئلة عديدة ، ويخالج قلبي الأسى والحزن ، حينما ترمق عيني ببعض قطرات الندى لتمتلئ محبرتي وتسطر أناملي تلك التساؤلات التي طالما بحثت لها عن جواب .
ولكنني أرى السفينة لازالت ترتفع تارة وتهبط تارة تلعب بها أمواج البحر وكأنها بلا قبطان تاهت بين أعماق البحار؛ لذا قررت أن أبحث لها عن خارطة الطريق أن أقتل صمتي بالإفصاح عنها؛ فقد حان الأوان وانكشف الغطاء عن تلك الشعارات اللفظية الباهته وعن تلك الهمجية التي لازالت مستمرة رغم أننا في زمن ندُر فيه الأميون بل وفي زمن أصبح فيه الطفل الصغير عِالم بمجرايات الواقع .
إنه عصر العلم والمعرفة.. عصر الهبة الربانية .. عصر النعمة العظيمة
نعم إنها الحقيقة من أعظم وأجل النعم أنني عربية أتقن لغتي العربية أتحدث العربية بطلاقة أكتبها وكُلي فخر بعروبتي حتى أصبحت أنسبها لأسمي لتزيدني فخراً وشرفاً.. وعزة وشموخاً .. كيف لا وقد نزل القرآن الكريم بلغتي العربية وتحدث بها خير البشرية بأبي وأمي هو لم أسمع منه ماعجزت عن فهمه لأنني عربية أفهم لغتي وأتعمق في معانيها بل وأتذوق حلاوتها حينما أقرأ واتدبر آيات الرحمن الرحيم{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون}َ [ يوسف الآية 2]، {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [ الزمر الآية 28]
{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُون}َ [ فصلت الآية 3] ، والعديد والكثير من الآيات القرآنية التي وردت فيها هذه النعمة العظيمة أي وربي إنها من أجل وأعظم النعم {وقليل من عبادي الشكور} فلله الحمد والمنة أني عربية في وطن عربي أنتمي للعروبة بكل فخر .
ولكن يؤسفني حقاً ويكاد يتفطر قلبي أسى حينما لا أجد عربي يتحدث بلغته العربية ..حينما لا أجد لغتي الفصحى مدرجة بين قومها .. حينما يحدثني عربي بلهجته التي يزعم أنها عربية ولم أجد لها ملجأ في القاموس العربي بحثت عنها في معجمي العربي وكأنها كلمة مستوردة ليس لها مقر في لغتنا بل والأدهى والأمر حينما يفخر بلغة غيره ويدون بها اسمه ويجعله شرطاً أساسيا في القبول الوظيفي وكأنه وحي منزل، وحتماً مقدر ،وشرطاً واجباً أن أتعلمها ، وأتقنها ، وأمارسها في كل شؤون حياتي بل وكأنها خدعة بشرية لسلب لغتي العربية حتى أصبحنا نكتبها بالعربية واستغنينا عن قول نعم *بأوك* التي لم أجدها في لغتي العربية والعديد والكثير من الكلمات العربية التي بدأت تختفي تدريجياً وتستبدل بكلمات أعجمية وماخفي أعظم حيث بدأنا نختصر العديد من الكلمات بحرفين أو أكثر وكأننا بدأنا نحطم قارب اللغة العربية ونكسر مجاديفها بحجة التطور المزعوم والرومانسية المخدوعة لم انهى تماماً عن تعلم اللغات الأخرى ولكن أنا هنا أقف مدافاعاً بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة وأصرار عن لغتي اللغة العربية نبراس العلم والمعرفة نتعلم اللغات الأخرى لدعوة الى الحق ولنأمن مكرهم، وليس لفرضها كمنهج قانوني يفرض رأيه علينا في كل كبيرة وصغيرة بل وللأسف قطعت أرزاق العديد ممن يجيد العربية بسبب عدم اتقانه للغة الأعجمية فأين مكانة لغتي العربي إذن في موطني العربي وأين يومها العالمي الذي يفرض علينا أن نفخر بها في كل مجالات الحياة ثم من يتحدثها اليوم بطلاقها ولايجيد اللغة الأعجمية لامجال له في التوظيف؟!!
أسئلة كثيرة حيرتني لازالت بين مد وجزر وها أنا أناشد المسؤولين في وطني العربي أن يحتوي كل من يجيد لغتي العربية وأن يستغنون عن شرط اتقان اللغة الاعجمية في اغلب الوظائف فنحن نتحدث لغة القرآن وليست فرض واجب اتقان لغات العالم {لايكلف الله نفساً الا وسعها} (يسروا ولاتعسروا، وبشروا ولاتنفرو).
🖋بقلم / عيده الاسمري
(المها العربي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يهمني رأيك ..